تعتمد الفنانة الألمانية دانييلا فريبيل في عملها الفني على عنصري: سطح الجدار وفضاء الغرفة. تطبع المشهد الفوتغرافي بأغلب الأحيان بمقياس 1:1 على ورق الجدار، وتبرز خلال ذلك ما يسمى بالترمبلوي أو الخدعة البصرية، لتستفز لعبة فكرية متناقضة تتغير بحسب زاوية الرؤية التي يتخذها المشاهد.
تدمج فريبيل في عملها تقنية التصوير الرقمي والآلي (الأنالوغ) لتحصل في النهاية على الصورة النهائية التي ستطبع على ورق الجدار السابق ذكره، “فتبدو كمادة حساسة للغاية ذات سطح واسع، ستبدو كرسم فوتوغرافي . أستحضر مع القماش المشمع البلاستيكي ، الذي يذكر بالورشة ، بعض المقاربات وترجعها لتصبح لها صلة بالحياة اليومية”.
تصنف فريبيل بعض أعمالها على أنها “زائلة” ومؤقتة ، “لذا لا يمكن تداولها وإستثمارها في سوق الفن كاللوحة الفنية”. تقارن ذلك باللوحة المسرحية. فالمشاهد يملأ اللوحة المسرحية بأفكاره وإنفعالاته ، وبعد إنتهاء العرض تبقى صور في الذاكرة والمسودة الورقية، وفي حالة فنها تبقى صورة فوتوغرافية عن الحدث، “إذ أن ورق الجدار لا يمكن إستخدامه إلا مرة واحدة”. ترتكب فريبل في أعمالها على موضوع أساسي وهو الإدراك وكيفية فهم المشهد الواقع، لتصل إلى نتيجة أن إدراك الواقع يبنى بحسب تموقع الفرد. فيطرح السؤال في هذا الصدد: هل أن مشهد الواقع بناء إنفعالي محض أم إكتشاف موضوعي؟
تخلق أعمال الفنانة تجاذب بين توقع المشاهد وتأثير المشهد المبني على الخدع النظرية. فيتعايش الفرد مع عدة مشاهد بحسب زاوية النظر فتنتج جدلية تعدل مفهوم “الحقيقة الواحدة” وتدعم مقولة ويليام جيمس وجون ديفي بأن ” الحقيقة هي الواقع الممارس”.
دانييلا فريبل ولدت في سنة ١٩٧٥ في برلين وما زالت تعمل وتعيش في هذا المدينة. حصلت على دبلوم وماجستير في الفن التشكيلي من جامعة لايبزيغ للغرافيك وفن الكتاب. كذلك على ماجستير في الأدب الإنكليزي والإسباني وعلم اللغات من جامعة هومبولدت في برلين. شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية في عدة دول منها، فنلندا، السويد، بولونيا، بريطانيا، سويسرا، أميركا، فرنسا، الصين، إيطاليا، المكسيك وكندا.
الأحد القادم في ٢٠.١١.٢٠٢٢ الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت برلين، سوف ألتقي الفنانة الألمانية دانييلا فريبيل عبر تطبيق زوم.
أدعوكم للمشاركة في هذا اللقاء. للتسجيل أرجو كتابة إيميل على عنوان التالي:
